أعظم هروب في التاريخ | السجناء عملو خطة عجيبة للهروب
في قلب الحرب العالمية الثانية، وفي أعماق الأراضي الألمانية، كان يقبع واحد من أشهر معسكرات أسرى الحرب النازية: شتالاغ. سلسلة من المعسكرات سيئة السمعة، كان أبرزها Stalag Luft III، الذي احتجز فيه آلاف الطيارين من الحلفاء. كانت الجدران العالية، والأسلاك الشائكة، والحراسة الشديدة، تقول شيئًا واحدًا بوضوح: "الهروب مستحيل".
لكن التاريخ، كما العادة، يحب التحدي.
البداية: رجال لا يعرفون الاستسلام
في عام 1943، بدأ ضابط سلاح الجو البريطاني روجر بوشيل، المعروف ببروده وذكائه، بتخطيط شيء جريء. لم يكن يريد هروب عدد قليل من الأسرى، بل هروب جماعي منسق، منظم، ومدروس. هدفه لم يكن فقط استعادة الحرية، بل تشتيت جهود العدو، وإجبار الألمان على تحويل آلاف الجنود لمطاردة الفارين، بدلاً من إرسالهم إلى الجبهات.
سمّيت الخطة بـ "الهروب الكبير" (The Great Escape).
الخطة: ثلاثة أنفاق، عشرات الرجال
تم الاتفاق على حفر ثلاثة أنفاق سرية تحت الأرض، أُطلق عليها أسماء رمزية: توم، ديك، وهاري. عمل العشرات في فرق منظمة بدقة: الحفر، التمويه، التهوية، التخلص من التراب، وصنع الملابس والوثائق المزيفة. تم استخدام كل شيء ممكن: علب الحليب لصنع أنابيب تهوية، ألواح الخشب من الأسرة لبناء الدعامات، وحتى الشعر الحقيقي لصنع شعور مستعارة تساعد في التنكر.
كان العمل يتم ليلاً، بصمت تام، وتحت أنف حراس الـ Gestapo.
التنفيذ: ليلة المجد
في ليلة 24 مارس 1944، انطلقت العملية. تم فتح النفق “هاري” تحت جنح الظلام. كان الجو مثلجًا، ودرجة الحرارة قاسية، لكن الأمل في الحرية كان أقوى. كان من المخطط هروب 200 رجل، لكن النفق خرج قصيرًا قليلاً، وانتهى قبل الغابة، ما جعل الفارين مكشوفين للعيون.
رغم ذلك، تمكن 76 رجلاً من الهرب قبل أن يُكتشف الأمر وتُطلق صفارات الإنذار.
الكارثة: القبض والانتقام
انتشرت القوات الألمانية، وتم إلقاء القبض على 73 من أصل 76 فارًّا خلال أيام. لكن الكارثة لم تكن في الفشل فقط، بل في الانتقام النازي. بأوامر مباشرة من هتلر، تم إعدام 50 أسيرًا منهم، رمياً بالرصاص، بشكل غير قانوني، كرسالة رعب لأي محاولة مستقبلية.
النهاية: إرث لا يُنسى
صُدم العالم حين سُربت تفاصيل الإعدامات، وأصبحت حادثة "الهروب الكبير" رمزًا للشجاعة والتحدي والصمود أمام الجحيم. وبعد الحرب، تم تعقّب المسؤولين عن الإعدامات ومحاكمتهم في محاكمات نورمبرغ.
تحوّلت القصة لاحقًا إلى فيلم شهير عام 1963 بعنوان The Great Escape، وظلت حتى يومنا هذا مصدر إلهام للأفلام، الروايات، والوثائقيات.
ما وراء الجدران
كان سجن شتالاغ أكثر من مجرد معتقل. كان حلبة للذكاء والإرادة والتحدي. وبين تلك الجدران القاسية، وُلدت قصص لرجال لم يستسلموا، حتى في أحلك لحظات التاريخ.
#الهروب_الكبير #شتالاغ #السجون_النازية #الحرب_العالمية_الثانية #تاريخ_نازي #معسكرات_الأسرى #الهروب_من_النازي #قصص_حقيقية #مقال_تاريخي #النازية #الجيش_الألماني #مقاومة_الاحتلال #قصة_الهروب #StalagLuftIII #TheGreatEscape #ww2history #مقال_وثائقي #تاريخ_الحروب
تعليقات
إرسال تعليق